بسم الله الرحمن الرحيم
.... النفس ....
...لقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (ويسألونك عن الروح ،قل الروح من أمر ربي) الاسراء 85،
النفس بالقرأن أمر إستأثر الله بعلمه ولم يطلع احد عليه من خلقه،والعلماء بحثوا في أمر النفس والروح وقالوا فيها أقوالأ عديدة ومتناقضة،فهي جوهر منفرد مغاير لما يحس به البدن ،وتبقى بعد الموت دراكة،
وقد ذهب إبن قيم الجوزية في بحثه عنها حيث قال
أن الروح جسم نوراني علوي حفيف متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ،ويجري فيها جريان الماء في الورد والزيت في الزيتون والنار في الحطب،
ومنهم من ذهب إلى التفسيرات المادية مخالفة لابن القيم مثل إبراهيم بن سيار النظام حيت قال النفس ليست بجسم بل هي عرض وهي الحياة التي صار البدن فيها حيأ،وقد رد الغزالي الروح ليست جسمأ ولا عرضأ وإنما هي مجردة عن المادة قائمة بنفسها غير متحيزة متعلقة بالبدن للتدبير والتحريك،
أما الرازي فسر الروح تفسيرأ ماديأ بقوله ان النفس هي البخار اللطيف الذي يكون من ألطف أجزاء الأغذية ويكون سببأ للحركة وقوامأ للحياة،وقد آمن ابو بكر الرازي بالتناسخ ،
وهناك علماء قسموا البدن لاجزاء،
بعضها أجزاء أصلية باقية من أول العمر إلى أخره من غير أن يتطرق إليها شيئ من التغيرات والانحلال والزيادة والنقصان وإلى هذا نشير بقولنا (أنا)
وبعضها أجزاء عرضية تارة تزداد وتارة تنقص وهي التي تفارقنا عند النوم وهي التي تعقل صور المدركات وهي قديمة،
وجاء رأي أخوان الصفا قائلأ أن النفس ليست بجسم ولاعرض من الاعراض ودليلهم هو،
أن النفس ليست بجسم وأن الجسم لا يعقل إلا متحركأ او ساكنأ ولا بد من شيئ يحركه والنفس ليست كذلك لا يوجد شيئ يحركها أو يسكنها،
وليست النفس بعرض لان العرض شيئ لايقوم بنفسه والنفس هي المحركة للجسم فهي أقوى منه وأشرف،
وأن العرض لا فعل له لان الفعل عرض من الاعراض قائم بفعله ،
النفس عند إخوان الصفاء قوة روحانية فاضت من العقل باذن الباري وجوهرها لا يبيد وقواها لا تفنى وأفعالها لا تنقطع لأن مادتها من العقل وهو التأييد لها دائمأ،
الشيرزي قال ان النفس إذا فارقت هذا الجسد المتحد بها ترجع إلى عالمها لطيفة روحانية غير محتاجة إلى جسم،مستدلا بانها تنفرد عن الجسم في المنام وتذكر ما تشاهده وتخبر عنه في الاحلام،
وجاء رأي التوحيد إن النفس لا تنفرد بفعل وهي بائنة عن شخص من الأشخاص لانه إذا انحل وصدر عنها إنعدمت بالالفاظ والمنطقيات وإن كانت المواد تحت صورها سيالة فانها لا تظهر عن صورة ولا توجد إلا بها وآن كانت المواد مركبات،
وحول رأي الشيرزي في المنام فآنها تحكي صورة المحسوسات وتمتد هذه النفس مع المزاج فتصور ما شاهدته من المرئيات ، فان قول الشيرزي يفسد إذا كان المولود اعمى لا تقدر نفسه كما زعم على تصور شيئ من المصنوعات في المنام فضلأ عن الامور الإلهيات سوى ما عهده من النكاح والمأكولات والمشروبات فهذا نقض مقال الشيزري،
نحن عندنا النفس جوهر لطيف قائم بنفسه ينتقل من جسد إلى جسد دون أن يناله البلى والفناء،وتظهر النفس في أجساد متعددة بظهورات مختلفة الصور في جميع الأدوار والاكوار والمتغير والبالي هو القميص الذي نلبسه،
للبحث تتمة لاحقة بأذن الله،
موضوع: النفس 
الجمعة نوفمبر 02, 2012 1:13 pm
