[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اطهر خلق الله اسيادنا المعصومين الكرام
الروح من سر ربي
ان الروح نور لطيف مستقل بذاته ومتحد بكل الكون ليبث به وبمخلوقاته الحياة والروح هي الاساس والركيزة للعقل والنفس والجسد لانها تمدهم بالحياة والروح لا مذكر ولا مؤنس تاخذ شكل المضيف وصفته الى ان تغادر باذن الله والروح غير النفس لان النفس مقيدة بالحواس التي تحركها فينتج عن حركتها شعور غريزي متعلق بالحب الجسدي والجمال والشهرة والسلطة والنكاح والماكل والمشرب وهي الضد لممارسات العقل الحكيمة وتوقعه دائما بالاخطاء نتيجة ضعفه امام حاجة جسده بالغريزة ولحب البقاء خاصة ان العقل مرتبط بالام الجسد ومعاناته ويتالم معه وهذا ما يزيد من ضعفه امام رغبات النفس التي تعرض العروض البديلة لاراحة الجسد فيتقبل العقل ذلك تحت الضغوط المجتمعة عليه اما المتقين والحكماء الذين استطاعو ترويض نفوسهم بقوة المعرفة والايمان فكان لهم شرف الاتصال بالروح عن طريق اتحاد العقل الوجودي والعقل الباطني هومخزن الاجيال لجميع اختبارات المعرفة للروح فترة ملازمتها لعدة اجيال والاستفادة من التجارب التي خزنتها العقول الوجودية الظرفية لجيل واحد في الخزان الكبير لكل رحلة الحياة وهو العقل الباطني عقل الروح وملازمها وهو من سيشهد عليها في يوم الحساب لانه لازمها طيلة الرحلة وهو محرك العقل الوجودي ومساعد الروح في التعامل مع الجسد فاذا استطاع الحكيم اوالفيلسوف المتدين التقي او المتصوف ان يتصل بعقله الباطني ويغرف من حكمة وتجليات الروح في الاجيال السابقة فسوف يتصل بروحه التي هي قيمة عليه وعلى عقله الوجودي في هذا الجيل لانها اكبر منه قدرا ومعرفة ومقاما ومهمتها اسمى وهي النور الذي يصلنا بالله تعالى لذلك قال الله ان الروح من امره لانها سره ولا يطلعه لاحد الا من وصل من كثرة حب الله بالايمان والمثابرة والمعرفة الحقة والروح اعلى المقامات الكونيه اللطيفة لانها من ذات الله ولا يوكل عليها احد حتى العقل هو خادم لها لينجي النفس وبالروح يعيش وهنا نتكلم عن العقل الكلي والذي يتصل بعقولنا الباطنية ويلهمها لانها ذاكرة الروح والنفس مخلوق من مخلوقات الله لا يتشكل الا في ظلمات العقل ونوره ومادة الجسد والروح مجتمعين وهي قسمين النفس الرضية ومقامها الدماغ تتنور من العقل بنور المعرفة والايمان والنفس الردية وتتمركز في الصدر مكان الغل والحسد والانتقام وفي ظلمات العقل حيث العجب والغرور والانانية والضد والند وفي موقع الصرة حيث مكمن الشهوة وبيدها كل القرارات المدمرة للجسد والعقل والروح اذا ما تهاون العقل وهوى امام مغرياتها له واذا ما نام صوت الروح صوت الله فينا الضمير واذا لم يساعد مولانا النفس القيم على النفس الامارة بالسوء اخيه مولانا العقل عليها فكل ارواحنا هالكة في جحيم النار يوم الحساب وانه التحدي للعقل بقراريطه الخمسة النيرة بعد ان سحبت منه الخمسة الاخرى التي كانت نيرة وتحولت الى مظلمة تستعملها النفس وملوك الظلام اي الضد والند لتحطيمه ومنعه من استعادة حقه في الكمال كما خلقه الله قبل ان يعجب بنفسه فلذلك وجدت الجن والشياطين لتدخل افكارنا وتضعف عقولنا وهي حرب مستمرة حتى اثناء نومنا فلا يخلطن احدا بين الروح التي هي من امر الله وهي مستقلة من دون الجسد وكاملة الخلق ولكنها في الجسد مضيف لاختبار العقل وامداده مع النفس بالحياة وكل شيء تحت العقل ولخدمته حتى النفس الامارة بالسوء اذا اتجه صاحب العقل للدين ولله وبالايمان وصوت الروح الضمير وشد ازره باخيه مولاي النفس الذي وجد من اجل مساعدته سينتصر العقل ويعود بالزمان الى مرحلة الكمال السابقة للعقل وتنجى نفوس المؤمنين جميعا وتعود النفس الى صفائها بعد صهرها وتطويعها لانها مزيج من الصور وطبائع الهيولى والنور المتقطع الوتيرة بين الانفصال عن الله والاتصال به فتتواصل عند انتصار العقل مع الله لان مردها اليه وتنقطع عندما تنتصر مع الظروف بغياب الضمير والارادة على العقل وتصبح مع ملوك الظلام اميرة من امرائه تتجه بنا الى هاوية الجحيم منقطعة عن الرحمة فتصوروا اخوتي واخواتي خطورة النفس وقدراتها علينا وما صعوبة مهمة العقل في الرجوع الى الكمال وهي تاخذ نصف قوته النورانية وتشاركه في كل شيء يحل فيه فلولا مساعدة الروح والعقل الباطني والايمان المطلق لما كنا نرى في ايامنا هذه الا ملوك الظلام والشر المطلق والحمد لله على نعمة العقل والضمير والارادة من الايمان بوجود الله وقدرته المطلقة على سائر المخلوقات واسلئل الله لي ولكم المغفرة والتوفيق في الانتصار على نفوسنا الامارة بالسوء وتطويعها الى جند من جنود الله مؤمنة فتصبح قوة الى جانب العقل لانها تصبح مضيئة بعد ان كانت ضد مظلمة وتعود الى ملوك الحق والنور وتساعد العقل على الرجوع الى مرحلة الكمال والخلود مع جميع النفوس المؤمنة
موضوع: الروح من سر ربي 
الجمعة نوفمبر 02, 2012 2:19 pm
