كنــــــــــــــــــــــــــــــوز التــــــــــوحيـــــد و العرفان
اهلا و سهلا بكم في منتدى كنوز التوحيد
كنــــــــــــــــــــــــــــــوز التــــــــــوحيـــــد و العرفان
اهلا و سهلا بكم في منتدى كنوز التوحيد
كنــــــــــــــــــــــــــــــوز التــــــــــوحيـــــد و العرفان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى روحي ثقافي و توجيهي اجتماعي { الموحدون بنات و بني معروف }
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور سامر بركات
نائب المدير العام
نائب المدير العام
الدكتور سامر بركات


عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
العمر : 49

رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا  Empty
مُساهمةموضوع: رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا    رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا  I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 17, 2012 7:31 pm

رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا

كان الرجل الذي رسمت حياته ملامح الوطن الكبير فتجاوز الحدود الضيقة ، فجاء مولده في أعالي جبال الشوف إطلالة استشرافية لبلاد ذاك الآتي من قداسة ارض الحجاز، حيث تستفيق ثورة رجال حملوا حلم الوطن الواحد على فوهات البنادق ، ونثروا في أهازيج المعارك أعمارهم على ثرى الأرض الطيبة ، أحياء لمجد تليد ، وحرية غيبت حتى بانت في المحال ، " لقد اطل رشيد طليع من " جديدة الشوف " اللبنانية معلنا عام 1879م مولده في فترة الإرهاصات الأولى لكبرى التحولات التي عصفت بالمنطقة والعالم بأسره ، لكأنما ولد وعلى أكتافه وشم لسنين من النضال والترحال ، جاعلا من الأرض العربية امتدادا عظيما لمواكب الفرسان والشهداء التي لا تكف ما عشنا فيها وعاشت هي في دواخلنا حصنا بعيد المنال .

ترى ماذا كان يجول في مخيلة رشيد الطفل وهو يمشي باتجاه مدرسة الداودية في قرية عبية ليدرس الابتدائية ، هل رسم صورة لرجال ثورة قادمة ولأوطان تجتزأ من الحلم الكبير الممتد ؟ هل تصور كيف ستعصف الأحداث الكبرى والمؤامرات بالرؤى والأوطان ؟ لعله رسم على التواءات الدرب المتعرجة ما بين بيته والمدرسة خارطة لوطن باتساع الحلم يحرسه الشهداء ، وطن كلما تكالبوا عليه لينكمش ويتلاشى تعاظم ليلتئم ولو بعد حين من الدهر ، ولو بعد تخضب الأرض بالدماء المباركة .

هكذا أتم رشيد طليع دراسته الابتدائية متيقظا كطير حر اعتاد النظر من ارتفاعات شاهقة ، لكن بيروت ذلك الرمز المتجدد في تاريخ نضالاتنا المتواصلة كانت هناك ايضا ، انها كما هي بين البحر والجبل ، بين الامتداد والعلو ، فاحط الرحال ليتم تحصيله الثانوي ، ولعل اوائل الشباب والبحر الهادئ وبيروت المختلفة دوما عوامل فجرت فيه استباقة عز نظيرها ، فانهى الثانوية ، وشد الرحال صوب اسطنبول عاصمة الإمبراطورية العثمانية التي بدأت تتحضر لفترة الانكفاء نحو الذات التركية العرقية ، ولتدخل المنطقة بعد ذلك بدائرة الفوضى الكبرى التي ما زالت تراكم مخاضاتها حتى هذه اللحظة ، هناك في الأستانة المتشحة بمضيق البوسفور والمزدانة بالمآذن التحق رشيد طليع بالجامعة العثمانية ليتخرج منها ويتفوق حاصلا بذلك على درجته الجامعية تخصص الإدارة الحكومية بداية القرن العشرين ، ليعود مؤهلا للعمل والتنقل ، ومستعدا في الوقت نفسه للمواجهات الكبرى ، فانطلق بكل حماسة للخدمة والعمل عله يصلح من شأن الدولة العثمانية بقدر ما يتاح له ، فدخل مجلس المبعوثان نائبا عن منطقة سهل حوران الذي يعد حضنا للخصب والوحدة في بلاد الشام ، ولعله دون ان يدري كان يقف في وجه المؤامرات القادمة على الأمة العربية، التي وضعت خط الحدود المصطنعة عبر هذا السهل ، في واقع نرفضه حتى المستقبل .

مع انطلاق الثورة العربية الكبرى ، وما حققته من نجاحات كادت أن ترسخ من خلالها غايتهاا في التحرر العربي عبر بوابة سوريا الكبرى والحجاز ، لولا بريطانيا وفرنسا اللتان حاكتا خيوط سايكس ـ بيكو في ليلة ظلماء ، خلال ذلك استجاب رشيد طليع لطلب الأمير فيصل بن الحسين بعيد دخوله دمشق محررا على رأس جيش الثورة العربية الكبرى ، وكان عندها متصرفا للاذقية أواخر الحقبة العثمانية ، فعينه الأمير فيصل متصرفا لحماة وحاكما عسكريا لها، وهي واحدة من اهم مدن وسط سوريا ، وكان ذلك في فترة حرجة من عمر الكيان العربي الحديث من نوعه بعد سنين من الاستلاب ، وكان لشخصية رشيد النضالية ومعرفته بأمور الإدارة أن أهلتاه لاستلام منصب ارفع شأنا وأثقل مسؤولية ، فلقد عينه الأمير فيصل مديرا للداخلية ( منصب يوازي الوزير هذه الايام ) في حكومة المديرين التي شكلت في مطلع شهر آب سنة 1919م ، وكان دائب العمل والاجتهاد ، يوظف كل إمكانياته في تشييد الحلم العربي الآخذ في التحقق ، لذا سرعان ما استلم منصب والي حلب وشمال سوريا .

خرجت الظلمة المخبأة وانكشف خيط المؤامرة ، واقتسم الانجليز والفرنسيين بلاد الشام والعراق ، وسقطت الحكومة العربية في دمشق بعد أن خاض العرب معركة عسكرية حاسمة بقيادة يوسف العظمة ، إنها معركة ميسلون التي مالت الكفة فيها للعرب لولا استعمال فرنسا لترسانتها من الأسلحة الثقيلة والطائرات ، فذهب رشيد طليع إلى جبل العرب يدعو للأمير عبد الله بن الحسين من اجل مواصلة حلم الدولة العربية الحرة في شرق الأردن ، فالتحق بالوفد المرافق للأمير عبد الله في مفاوضات مع الوزير البريطاني تشرشل فنجح الأمير في تأسيس إمارة شرقي الأردن ذات التوجهات العربية القومية لتكون بؤرة للأحرار العرب ومناضليهم في مواجهة موجات الاستعمار الغربية ، فأعلنت الإمارة العربية في شرق الأردن في الحادي عشر من نيسان عام 1921م ترأس رشيد طليع اول حكومة في امارة شرق الاردن ، ونظرا لتوجهاته المنسجمة مع أسس قيام الإمارة وامتدادها للثورة العربية الكبرى ، وللتنشئة النضالية لاول رئيس للوزراء في الاردن ، فلقد اصطدم مع الانجليز غير مرة ، وحاول تحديد صلاحياتهم في الحدود الدنيا ، ونتيجة لذلك مارس الانجليز ضغوطا على الحكومة من خلال التلكؤ في دفع عائدات الجمارك ، في وقت كانت الإمارة تعاني من شح في الموارد والإمكانيات ، كان صلبا ومتمسكا بمبادئه خاصة فيما يتعلق بحرية التحرك السياسي ، فاشتد صدامه بالانجليز ، فآثر تقديم استقالته في 23 / 6 / 1921م ، غير أن الأمير عبد الله العروبي كلفه بتشكيل الحكومة الثانية لتعود صداماته المتكررة مع الانجليز خاصة خلافاته مع ( فريدريك بيك باشا ) قائد الجيش ، وحتى لا تصل الامور إلى مرحلة التأزم قرر رشيد طليع الاستقالة ومغادرة الإمارة .

عمل بعد ذلك في اللجنة المركزية لإغاثة منكوبي سوريا في القدس برئاسة الحاج أمين الحسيني، قبل ان تدخل فلسطين في الاستحقاقات الدموية لوعد بلفور ، رحل بعدها إلى القاهرة الخاضعة للاستعمار البريطاني في تلك الفترة ، ولم يطل الإقامة هناك فسرعان ما انتقل إلى جبل العرب في سوريا حيث بدأت نذر الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي .

لقد حمل رشيد طليع حلم الوطن الكبير وناضل من اجله ، ولم يساوم ، ولم تغيره المناصب ، تجول في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر كأنما يتحرك من غرفة إلى أخرى في بيته الواحد الكبير ، لكن انتماؤه إلى الأردن يبقى انتماء للرسالة والعروبة ، حتى وهو يقاتل في صفوف الثورة السورية التي شكل شرقي الأردن الحصن الأمن لقادتها وثوارها، وأمدها ما استطاع حتى احتجت فرنسا لدى بريطانيا ، أنها الأفكار والأهداف العظيمة التي واكبت نشوء الدولة الأردنية ولا تزال شغلها الشاغل رغم اختلاف الظروف والمعطيات .

الاتجاه العروبي القومي جعل من رجل بمواصفات رشيد طليع اللبناني المولد والسوري النشأة والأردني الهوا و يصبح أول رؤساء الوزراء فيها ، حتى تحط راحلته في جبل العرب مقاتلا شرسا يخوض عجاج المعارك بكل شجاعة وأقدام ، حتى جاءت معركة قرية الشبكي من قرى جبل العرب فاشترك فيها من اجل دحر الاستعمار فابلي حسنا حتى أصيب واستشهد على أثرها في أيلول 1926م عن عمر نضالي ومحطات متنوعة ناهز خلالها الخمسين عاما قضاها رحمه الله في العمل والنضال وخدمة الأمة العربية ، تاركا على هذه الأرض الطيبة سطر من حتمية الوحدة والفخار مكتوب برسم الشهادة الذي لا ينضب .
وفي يوم التشييع الذي حضره زعماء من لبنان و سورية و الاردن و رجالات دولة و اثناء حفل التشييع دخلت امرأة الى مكان التشيع و صرخت باعلى صوتها حرام عليكم ان يدفن كباقي الرجال ان رجلا مثل هذا الرجل يجب ان يدفن واقفا لتنبت من قدميه معنى البطولة و الرجولة و بالفعل تم دفنه وهو واقف ...رحم الله شهيد العروبة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رشيد طليع الشهيد الذي دفن واقفا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التقمص جزء اساسي من ولادة التوحيد واستمرارية لولاداته المتعاقبة فمن الذي يتقمص الجسد الجديد بعد الموت الروح ام النفس اليكم الجواب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنــــــــــــــــــــــــــــــوز التــــــــــوحيـــــد و العرفان :: كنــــــــــــوز التوحيد الاجتماعي :: شخصيات تاريخية-
انتقل الى: