بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اسيادنا الاطهار المكرمين
مجتمع الموحدين
ينقسم المجتمع عند الموحدين إلى طبقتين هما: العقّال، والجهّال. أما العقّال فهم الذين لديهم معرفة واسعة بعلوم الدين؛ إضافة إلى متابعتهم الصلاة بالمكان الخاص لمزاولة العبادة. أما الجهّال وهم الفئة الثانية، فهم يزاولون أنماطاً من السلوك غير مقبولة عند مجتمع الموحدين مثل: التدخين، وشرب المسكرات، ولايسمح لهذه الفئة بالصلاة مع الأتقياء.
تطلق صفة «الأجاويد» على الذين لديهم معرفة بشؤون الدين وعلومه؛ والذين يثابرون على الصلاة والعبادة من دون انقطاع. ولايصح للفرد من الموحدين أن يصبح من الأجاويد إلا إذا ابتعد عن مزاولة الأفعال المستنكرة عند مجتمع الموحدين، مثل: الابتعاد عن المسكرات والتدخين، وتجنب كل ما من شأنه الإيحاء بالرفاه أو البهرجة أو مظاهر الخلاعة عند النساء، بل المطلوب الاعتدال في كل ما خص حياة الموحد، والاحتشام في الجلوس والتمسك بمظاهر الآداب العامة والتعامل مع الناس والبعد عن النميمة والكبرياء وغير ذلك من الصفات المنبوذة في المجتمع.
وفي جملة القول فإن للأتقياء من الموحدين صفات أخرى، مثل اعتمادهم على عملهم بأرضهم لكسب قوتهم، فلا يلبون الدعوات إلى الولائم والأعياد، ويكون الموحد والحالة هذه أقرب ما يكون إلى ناسك متقشف، يعيش في حالة من الرياضة الروحية الدائمة، يكون بوساطتها أقرب إلى الاتصال مع الله عن طريق الروح.
يعتمر الشيخ التقي عمامة بمثابة شعار للموحد، وليس هناك نظام يمنع العمامة عن الشيوخ.
يلجأ الموحد التقي لترويض نفسه إلى الصوم، والصيام عندهم لايقتصر على شهر أو يوم.
ويعد الورع والتقوى معياراً للمركز السامي الذي يتبوّؤه الموحد بين الأجاويد، أما المركز الذي يأخذ صفة الزعامة الدينية فهو المركز الذي يدعى «مركز شيخ العقل» ويترأس محكمة مذهبية.
يعيش معظم الموحدين بصفة رئيسة في سورية ولبنان وفلسطين والأردن. وهناك كذلك عدد قليل منهم في أستراليا وأوربا والولايات المتحدة، وبلدان أخرى كثيرة ولاسيما في بلاد المهجر في أمريكا الجنوبية.