[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
المثل القدوة..الأمير عبدالله التنوخي (السيد قدس الله سره) 820_884هجري
ولد في قرية عبية في لبنان من قبيلة الشاعر أبي العلا المعري التي كانت تدين بمذهب الموحدين وقد ناصرت حمزة بن علي في صراعه مع نشتكين الدرزي.. ولكن الشاعر أحمد بن عبد الله سليمان التنوخي (363_449هجرية) اعتزل الصراعات المذهبية وظل مخلصاً لاءمامه العقل الانساني متهاوناً بالشرائع ..قال ...
ألا ان البرية في ضلال وقد نر اللبيب لما
اعتراها
تقدم صاحب التوراة موسى وأوقع في الخسار من امتراها
فقال رجاله وحي أتاه وقال الناظرون بل افتراها
اذا رجع الحليم الى حجاه تهاون بالمذاهب وازدراها
ولكن ألامير عبدالله لم يكن مثل سلفه متهاوناً بالشريعة بل أقبل منذ نعومة أظافرة على تعلم القرآن الكريم واللغة العربية وكتب المنطق والفقه وشروح رسائل اخوان الصفا وسواها من الكتب المفيدة
هاجر الى دمشق من أجل الاستتزادة في دراسة غوامض التفسير والتأويل للقرآن الكريم فدرس تفسير البيضاوي وحفظ الصحاح للجوهري وقد لفت انتباه رجال عصره بعلمه وتقاه وورعه مكث في دمشق 12 سنة درس وعلم في الجامع الأموي وقد سأله مرة ابن الكسيح عما اذا كان في بلاده اسلام على التمام وكيف تكون الصلاة عندهم فأجابه ...نقوم بالأمرونمشي بالسكينة وندخل بالقصد ونكبر بالتعظيم ونقرأ بالتوسل ونركع بالخضوع ونسلم بالنية ونتمثل الجنة عن يميننا والنار على شمالنا ونقول في أنفسنا ...ان الله حاضر معنا واننا لن نصلي صلاة بعدها ....
....فالتفت ابن الكسيح الى أصاحبة وقال قوموا بنا نعد صلاتنا فليس فينا من صلى.....
عاد السيد قد.. من دمشق الى قريته (عبية) فدعا الى عبادة اخوان الصفا والى تمام العبادة الفلسفية والى تقديم الشريعة الظاهرة على الشريعة الباطنة ودعا الى بناء المساجد في القرى المحيطة ورفع الآذان بحي على خير العمل ونهى عن شرب المسكرات والى كل ما يلهي عن ذكر الله . وصنف العديد من الكتب والرسائل وشرح رسائل الموحدين القديمة قال الشيخ ..مرسل نصر.. ومن مظاهر التزوير والتحريف حذف كل الآيات القرآنية التي راجع فيها أقواله ومواعظةفلم تبق آية أو حديث في صدر مواعظه أو في مستهل آرائه الفقهية بل ونجد مقاطع أقحمت على النصوص وهي مقاطع تتعارض مع مبادئ الاسلامية بقصد التشوية والتغيير
لازالت رسائل الأمير التنوخي سراً مكنوناً ينتظر من يحققها وفيها الدلالة الواضحة والكافية على اعتقاد الموحدين ..وهو اعتقاد لا يخرج عن حدود عقيدة أهل الحقيقة من المسلمين ......