آداب الدعاء

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
آداب الدعاء أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد، ومن هنا الحديث المروي عن أن رجلاً من الصالحين أتى إلى إلى ذي النون المصري وقال له : ادع الله لي، فقال له ذا النون: إن كنت قد أيدت في علم الغيب بصدق التوحيد فكم من دعوة مستجابة قد سبقت، وإلا فالنداء لا ينقذ الغرقى. ومن صفة الكريم إظهار الكرم، ومن صفة العاطي العطاء، فالله تعالى يحب أن يُسأل، لأنه يحب أن يجيب. فعن العزة الإلهية بلسان الأكرم:" إن الله تعالى يقول يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا وإن مشيت إلي هرولت إليك وإن هرولت إلي سعيت إليك وإن سألتني أعطيتك وإن لم تسألني غضبت عليك .
ومن شرط إجابة الله للدعاء استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته، فالمسطور المبين يقول في سورة البقرة الآية الستة والثمانون بعد المئة تذكر:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، ومنه أيضاً الإخلاص لله تعالى في الدعاء، لقوله جل وعلا "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" سورة البينة الآية الخامسة.
كيف لا ندعوك يا الله، وأنت الجواد الذي لا يبخل، والحكيم الذي لا يعجل. وانت الذي تستر على العاصيين وتقبل التائبين وتعف عن الخاطئين وترحم النادمين وانت ارحم الراحمين. من ذا الذي اتى بابك فرددته، ومن ذا الذي لجأ اليك فطردته، ومن ذا الذي تاب اليك وما قبلته، ومن ذا الذي طلب منك وما أعطيته، ومن ذا الذي استقال من ذنبه وما غفرته، انت الذي تغفر الذنوب وتستر العيوب وتغيث المكروب وترحم الباكي المندوب وانت علام الغيوب...أنت القائل يا عبدي قف على بابي اكتبك من احبابي وتمتع في الاسحار بخطابي اجعلك من طلابي واقيك من لذيذ شرابي ونادي في الاسحار بلسان الانكسار.
كيف نغتر بالدنيا، وهي دار الهوان والاحزان والخسران، ودار الفناء والشقاء ةالعناء، فلا يطمع فيها عاقل ولا يعتمد عليها فاضل لانها تغر العاقل وتطغي الجاهل، سرورها يبور وطالبها اسير. تابعها وجلان والواثق بها خجلان. الامر مجد فهل انت مستعد الاجل قريب فهل انت مستجيب، البحر عميق فهل انت مستفيق. المبلغ ناصح فهل انت صالح الى متى انت حريص على السيئات والى متى انت متماد على الشهوات، الى كم الاحظك بتولي الانعام وانت منهمك في الذنوب والاثام.
"كيف يكون حالك يا ابن ادم اذا نفخ في الصور وبعثرت القبور وحصل ما في الصدور وكورت الشمس وخسف القمر وحشرت الوحوش وسيرت الجبال وعظمت الاهوال وحشرت الناس حفاه ووقفوا عراه ومدة لهم الارض وجمعوا فيها للعرض واشتد القلق ووهج العرق وطاشت العقول وعظمت الامور وتحيرت الالباب وخضعت الرقاب وراوا العذاب وزلت الاقدام وطال القيام وكثر الازدحام وانقطع الكلام من عظم ذلك اليوم وهو يوم القيامة يوم الندامة، يوم الحسرة، يوم الجزاء، يوم الميقات، يوم الوعد، يوم الوعيد يوم العرض، يوم الجمع، يوم الفتح، يوم الدين، يوم القصاص، يوم النداء، يوم الحق، يوم العدل، يوم الداهية، يوم الساهرة، يوم الطامه، يوم الاجله، يوم الحاقة، يوم الواقعة، يوم القارعة، يوم الازفة، يوم الراجفة، يوم الحشر، يوم البعث، يوم النشور، يوم ينفخ في الصور، يوم الصيحة، يوم التغابن، يوم يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذره شرا يره."
رباه، انت من أوحيت إلى نبيك داوود عليه منك أفضل السلام: يا داود، عجباً لمن أحبني، كيف يهوى قلبه سواي؟ يا داود، قل لبني إسرائيل، لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم المقيم لما ذقتم طعاماً بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا موضع الضحك بكاء خوفا مني؟ فطالما صلوا والناس نيام. يا داود، وعزتي وجلالي إني رضيت عنهم، ولولاهم ما رضيت على أهل الدنيا