الميزان

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اطهر الخلق المصطفين اسيادنا الاطهار المكرمين

قال سبحانه وتعالى في سورة الرحمن الآيه 8 ((ألا تطغوا في الميزان)). وجاءت هذه الآيه بعد آيه تتحدث عن رفع السماء. رفع الله السماء أي خلق الكون بأكمله ووضع به ميزان. ومن ثم خاطب المولى عز وجل جميع مخلوقاته ومنها نحن البشر قائلاً (ألا تطغوا في
الميزان).
لكل شيء في هذه الحياة ميزان. ميزان. مثلاً إذا طغى الحب، وهو أحد أسمى المشاعر الإنسانية على العقل فإن هذا يحول الإنسان إلى عبد مسلوب الإرادة. وهنا يحصل خلل في الميزان. وإذا طغت الكراهية أيضاً يحصل خلل في الميزان.

وهكذا أعتقد بأن طغيان أمر على أمر يؤدي إلى الخلل في الميزان وبالتالي خلل في النفس البشرية والحياة ككل. وكما هو حالنا في هذه الدنيا نسعى وراء شيء أسمه السعادة.
إن السعادة في معناها الوحيد الممكن هي حالة الصلح بين الظاهر والباطن بين الإنسان ونفسه والآخرين وبين الإنسان وبين الله. فينسكب كل من ظاهره وباطنه في الآخر كأنهما وحدة، ويصبح الفرد منا وكأنه الكل.. وكأنما كل الطيور تغني له و تتكلم لغته. ان السعادة هي العلم والعمل والميزان بينهما.