مناجاة العبد الصالح وحواره مع الله بالوحي

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على اشرف خلقه علته الاولى سيدنا حمزة بن على هادي المستجيبين والمنتقم من المشركين بسيف الحق من الوتين الى الوتين
مناجاة العبد الصالح وحواره مع الله
غوث وتجلي ونور وايمان وتجسد وايحاء بين العابد الطالب والمعبود المجيب جل جلاله
قال احد الاولياء الصالحين المستأنس بالله والمستوحش عن الله جل جلالك العظيم يا مولاي الحليم الكريم ,قال اوحى الله تعالى يا عبدي قلت لبيك يا ربي , قال كل طور بين الناسوت والملكوت فهو شريعة وكل طور بين الملكوت والجبروت فهو طريقة وكل طور بين الجبروت واللاهوت فهو حقيقة,ثم اوحى لي يا عبدي ما ظهرت بشيء كظهوري في الانسان ,ثم سالت يا رب هل لك مكان فاوحى لي ان يا عبدي انا مكون المكان وليس لي مكان , ثم سالت يا رب اليس لك اكل وشرب فاوحى لي ان يا عبدي اكل الفقير اكلي وشربي , ثم سألت يا رب من اي شيء خلقت الملائكة أوحى لي ان يا عبدي خلقت الملائكة من نور الانسان و خلقت الانسان من نوري , وجعلت الانسان مطيتي وجعلت سائر الاكوان مطية له , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي نعم الطالب انا ونعم المطلوب الانسان , ونعم الراكب الانسان ونعم المركوب له الاكوان , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي الانسان سري وانا سره لو عرف الانسان منزلته عندي لقال مع كل نفس لمن الملك اليوم . واوحى لي تعالى ان يا عبدي ما اكل الانسان شيئا وما شرب وما قام وما قعد وما نطق وما صمت وما فعل فعلا وما توجه لشيء وما غاب عن شيء الا وانا فيه ساكنه ومتحركه . ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي جسم الانسان ونفسه وقلبه وروحه وسمعه وبصره ويده ورجله ولسانه وكل ذلك ظهرت له نفس بنفس لا هو الا انا ولا انا غيره , ثم اوحى جل جلاله ان يا عبدي اذا رأيت المحترق بنار الفقر والمنكسر بكثرة الفاقة فتقرب اليه لانه لا حجاب بيني وبينه , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي لا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا ولا تنم نومة الا عند قلب حاضر وعين ناظر , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي من حرم عن سفري في الباطن ابتلى بسفر الظاهر ولم يزدد مني الا بعدا في سفر الظاهر , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي الاتحاد بي حال لا يعبر بلسان المقال فمن امن بي قبل وجود الحال فقد كفر ومن اراد العبادة بعد الوصول فقد اشرك بي , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي من سعد بالسعادة الازلية طوبى له لم يكن مخذولا ابدا ومن شقى بالشقاوة الازلية فويل له لم يكن مقبولا بعد ذلك قط , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي جعلت الفقر والفاقة مطية الانسان فمن ركبها فقد بلغ المنزل قبل ان يقطع المفاوز والبوادي , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي لو علم الانسان ما بعد الموت ما تمنى الحياة في الدنيا ويقول بين يدي كل لحظة ولمحة يا رب امتني, ثم اوحى لي جل جلاله ان يا عبدي حجة الخلائق عندي يوم القيامة الصم البكم العمي ثم التحسر والبكاء , ثم اوحى تعالى ان يا عبدي المحبة بيني وبين المحب والمحبوب , ثم اوحى سبحانه ان يا عبدي رأيت الارواح يتربصون في قوالبهم بعد قولي الست بربكم ليوم القيامة , ثم رأيت الرب تعالى , ثم اوحى ذالجلال والاكرام الي ان من سألني عن الرؤية بعد العلم فهو محجوب بعلم الرؤية فمن ظن ان الرؤية غير العلم فهو مغرور برؤيتي , ثم اوحى بلطفه تعالى الي ان يا عبدي من رأني استغنى عن السؤال في كل حال ومن لم يراني فلا ينفعه السؤال وهو محجوب بالمقال , ثم اوحى بكرمه تعالى ان يا عبدي ليس الفقير عندي من ليس له شيء بل الفقير الذي له امر في كل شيء اذا قال لشيء كن فيكون , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي لا الفة ولا نعمة في الجنان بعد ظهوري فيها ولا وحشة ولا حرقة في النار بعد خطابي لأهلها , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي انا اكرم من كل كريم وانا ارحم من كل رحيم , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي نم عندي لا كنوم العوام تراني , فقلت يا رب كيف انام عندك فأوحى لي ان يا عبدي بخمود الجسم عن اللذات وخمود النفس عن الشهوات وخمود القلب عن الخطرات وخمود الروح عن اللحظات في فناء ذاتك في الذات , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي قل لاصحابك واحبابك من اراد منكم جناني فعليه باختيار الفقر ثم فقر الفقر فلا ثم الا انا , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي طوبى لك ان كنت رؤوفا على بريتي وطوبى لك ان كنت غفورا لبريتي , ثم اوحى لي تعالى من مجده ان يا عبدي اغتنموا دعوة الفقراء فانهم عندي وانا عندهم وانا مأوى كل شيء ومسكنه ومنظره والي المصير , ثم اوحى لي بكماله تعالى ان يا عبدي لا تنظر الى الجنة وما فيها تراني بلا واسطة ولا تنظر الى النار وما فيها تراني بل واسطة , ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي اهل الجنة مشغولون بالجنة واهل النار مشغولون بي وان بعض اهل الجنة يتعوذون من النعيم كأهل النار يتعوذون من الجحيم ومن شغل بسوائي كان لصاحبه زنار يوم القيامة, ثم اوحى تعالى الي ان يا عبدي اهل القربة يستغيثون من القربة وكما اهل البعد يستغيثون من البعد , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي ان لي عبادا سوى الانبياء والمرسلين لا يطلع على احوالهم احد من اهل الدنيا ولا احد من اهل الاخرة ولا احد من اهل الجنة ولا احد من اهل النار ولا مالك ولا هالك ولا رضوان ولا جعلتهم للجنة ولا للنار ولا للثواب ولا للعقاب ولا للحور ولا للقصور ولا للغلمان فطوبى لمن امن بهم وان لم يعرفهم , ثم اوحى لي تعالى وقال ان يا عبدي وانت منهم ومن علاماتهم في الدنيا اجسادهم محترقة من قلة الطعام والشراب ونفوسهم محترقة من الشهوات وقلوبهم محترقة عن الخطرات وارواحهم محترقة عن اللحظات وهم اصحاب البقاء المحترقين بنور اللقاء , ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي اذا جائك عطشان في يوم شديد الحر وانت صاحب الماء البارد وليس لك حاجة بالماء فلو كنت تمنعه فانت ابخل الباخلين فكيف امنعهم من رحمتي وانا سجلت على نفسي بأني ارحم الراحمين ما بعد عني احد من اهل المعاصي وما قرب مني احد من اهل الطاعات, ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي لو قرب مني احد لكان من اهل المعاصي لانهم اصحاب العجز والندم والعجز منبع الانوار والعجب منبع الظلمة وان اهل المعاصي محجوبون بالمعاصي واهل الطاعات محجوبون بالطاعات ولي ورائهم قوم اخرون ليس لهم غم المعاصي وليس لهم هم الطاعات , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي بشر المذنبين بالفضل والكرم وبشر المعجبين بالعدل والنقم فأهل الطاعة يذكرون النعيم وأهل العصيان يذكرون الرحيم فأنا قريب الى العاصي بعد ان يفرغ من العصيان وأنا بعيد من المطيع اذا فرغ من الطاعات , ثم اوحى لي تعالى بجلاله المهيب ان يا عبدي خلقت العوام فلم يطيقوا نور بهائي فجعلت بيني وبينهم حجاب الظلمة وخلقت الخواص فلم يطيقو مجاورتي فجعلت الانوار بيني وبينهم حجابا فقل لاصحابك من اراد منهم ان يصل الي فعليه الخروج عن كل شيء سوائي واخرج من عقبة الدنيا تصل بالاخرة واخرج عن عقبة الاخرة تصل الي , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي اخرج عن الاجسام والنفوس ثم اخرج عن القلوب والارواح ثم اخرج عن الحكم والامر تصل الي فقلت يا رب اي صلاة اقرب اليك , فأوحى الي ان يا عبدي الصلاة التي ليس فيها سوائي والمصلي عنها غائب ثم قلت يا رب اي صوم افضل عندك فأوحى لي ان يا عبدي الصوم الذي ليس سوائي والصائم عنه غائب ثم قلت يا رب اى عمل افضل عندك , فاوحى الي تعالى ان يا عبدي العمل الذي ليس سوائي من الجنة والنار وصاحبه عنه غائب ثم قلت يا رب اي بكاء أفضل عندك , فأوحى الي تعالى ان يا عبدي ضحك الباكين ثم قلت يا رب اى توبة افضل عندك , فأوحى لي تعالى أن يا عبدي توبة المعصومين , ثم قلت يا رب اي عصمة افضل عندك , فأوحى الي تعالى ان يا عبدي عصمة التائبين , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي ليس لصاحب العلم عندي سبيل الا بعد انكاره لانه لو ترك العلم عنده صار شيطانا , فرأيت عز سلطانه فسألته يا رب ما معنى العشق فأوحى لي تعالى ان يا عبدي العشق حجاب بين العاشق والمعشوق , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي اذا اردت التوبة فعليك باخراج هم الذنب عن النفس ثم باخراج الخطرات عن القلب تصل الي والا فانت من المستهزئين , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي اذا اردت ان تدخل حرمي فلا تلتفت بالملك والملكوت ولا بالجبروت لان الملك شيطان العالم والملكوت شيطان العارف والجبروت شيطان الواقف فمن رضي بواحد منها فهو عندي من المطرودين, ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي المجاهدة بحر من المشاهدة وحيتانه الواقفون فمن اراد الدخول في بحر المشاهدة فعليه باختيارالمجاهدة لان المجاهدة بذر المشاهدة , ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي لا بد للطالبين من المجاهدة كما لا بد لهم مني وان احب العباد الي عبدي الذي كان له والد وولد وقلبه فارغ منهما بحيث لو مات له الوالد فلا يكون له حزن بموت الوالد ولو مات له الولد فلا يكون له هم الولد فاذا بلغ العبد هذه المنزلة فهو عندي بلا والد ولا ولد ولم يكن له كفوا احد , ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي من لم يذق فناء الوالد بمحبتي وفناء الولد بمودتي لم يجد لذة الوحدانية والفردانية , ثم اوحى لي تعالى ان يا عبدي اذا اردت ان تنظر الي في محل فانظر قلبا فارغا من سوائي فقلت يا رب فما علم العلم , فأوحى الي تعالى ان يا عبدي علم العلم هو الجهل عن العلم فطوبى لعبد مال قلبه الى المجاهدة وويل لعبد مال قلبه الى الشهوات , فسالته تعالى عن المعراج , فأوحى الي تعالى ان يا عبدي هو العروج عن كل شيء سوائي وكمال المعراج ما زاغ البصر وما طغى , ثم اوحى الي تعالى ان يا عبدي لا صلاة لمن لا معراج له عندي والمحروم عن الصلاة هو المحروم عن المعراج عندي.
وهنا تمت الغوثية او المعراجية باذن الله والحمد لله رب العالمين والسلام والصلاة على اشرف خلق الله علته الاولى سيدنا حمزة علة العلل هادي المستجيبين والمنتقم بسيف الله من الكفار والمشركين.