بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اسيادنا اشرف الخلق اجمعين الاطهار المعصومين
قال سيّدنا هرمس صلوات الباري عليه
مَن وَرَدَ محلّاً من المَحال ليعلَمَه و يخبرَ كنهَه و يعرف حاله ثمّ ترك العلم و البحث و تشاغلَ بالنّعيم و التلذُّذ فقد ضيّعَ مطلبه و نسي ربه الذي قصدَ له .
فالعلم هدفنا و هو العلم الحقيق و هو الجزء الخامس و هو ما نصبو إليه نحن الموحّدون ..
و يُنال العلم بالسّعي و الإجتهاد و الصّبر و الحكمة و سؤال الحكماء ..
و قد قال في هذا سيّدنا هرمس الهرامسة :
إنّ الإنسان لم يُخلق لمعنى من المعاني إلّا للعلم و العمل بالعلم .. كذلك الثّمرة الطّيبة لم تُخلق إلّا للأكل .. و كما أنّ عنقود العنب يبدو و هو لا يصلحُ لشيء ممّا يُراد به .. ثمّ تردُ إليه المادّة السّائرة به إلى حدّ الكمال في جميع المعاني التي يُرادُ لها فيكمل حينئذ ..و كذلك الإنسان المحسوس يبدو إلى عالمه و هو لا يصلح لمعنى من المعاني التي تُراد منه .. ثمّ تردُ إليه المادّة السّائرة به إلى المعنى الذي يصلح به أن يكون متعلّماً لا عالماً .. فإذا ارتاض على هذه الرّتبة وردت إليه المادّة الكُبرى الكاملة المكمّلة .. فيُيصبح حينئذ عالماً عاملاً فيكمَل حينئذ ..
و لكن حذار حذار فقد قيل إنّ نصف العلم أخطر من الجهل .
وفّقنا الباري و إيّاكم إخواني و أخواتي .