بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اسيادنا الكرام المعصومين
النشوء هو من اصل واحد بنظام الانقسام المزدوج الى ما لا نهاية ليوم المشهد العظيم قيام الساعة وهذا لا يلغي ميداء عدم الزيادة والنقصان لان الارواح كانت في بداية الانقسام حتى بعثت في الاجسام والانقسام المادي هو اعادة لملىء الفراغ الروحي بالمادة والزمن هو الوسيلة للعبور
معادلة النفس الواحدة والعقل الواحد والكلمة الواحدة والسابق والتالي وفتحها وجدها وخيالها انهم ركائز الوجود الذين انبثقو من نور العظمة الواحدة بارادة الواحد الاحد فلا بد للولادة ان تكون مزدوجة من الواحد كي يبقى متفردا بالمشيئة تابعو معي اخوتي واخواتي هذا التقرير المليء بالمعرفة
كلنا من اب واحد
( الواحد الصحيح )
اخر واحد فى الدنيا هو الواحد الصحيح
فهو يمكن ان ينقسم الى اثنين ثم الى اربعة وثمانية وستة عشر واثنان وثلاثون --- واربعة وستون الخ --- الى مالى نهاية فيعطيك كل الارقام التى خطرت فى وتخطر فى بذهن عمالقة الحساب من ايام اقليدس وفيثاغورس الى انشتين
انة واحد صحيح زبسيط ولكنة يحتوى فى باطنة على جميع الارقام وعلى الانهاية
وقد بدات الحياة بواحد -- خلية واحدة انقسمت فاصبحت خليتين ثم اربعة ثم ثمانية ثم الوف وملايين
وبلايين تنوعت حسب البيئات والظروف وخرج منها كل ما ترى حولنا من زواحف وطيور وفراشات وديدان وقردة وادميين -
وقد بدا الكون بغاز بسيط واحد هو غاز الايدروجين -- هو الذى يشتعل الان فى باطن النجوم ليعطينا النور والدفء مع اشعة الشمس كل صباح --
ومن الايدروجين فى باطن الافران النجمية الهائلة جاء الحديد والنحاس والذهب والقصدير والرصاص والكربون والسلكون والزابق واليود وكافة العناصر التى نراها متحدة ومنفصلة حولنا على شكل مركبات وموارد اولية وصخور ورمال ومن العجب ان ذرة الايدروجين هى الاخرى لاتحتوى الا على بروتون واحد والكترون واحد يدور حولة -
وكل ما يحدث فى باطن النجوم ان هذة الذرة تتفتت لتعطى الضوء والحرارة والاشعاع ويعاد تركيبها فى اشكال جديدة ونسب جديدة -- مرة 1+2 ومرة اخرى 1+3 ومرة ثالثة 1+4 -- وكل مرة يخرج عنصر جديد الى الوجود -
وما نرى حولنا على الارض من تصانيف الغازات والجمادات الا هذة التاليف التى نشات كلها من قسمة واحد صحيح اسمة ذرة الادروجين
وانت واحد صحيح تبدو فى نظر نفسك صغيرا ومحدودا ولكنك تستطيع ان تستوعب المشاعر
والمدركات والمعارف ما لا حد فانت اصغر من العالم ومع ذالك تحتوى على العالم فى داخلك
وتتصورة وتتخيلة وتراة -- على شبكية عينك ترتسم صورة واضحة ودقيقة للشمس والنجوم والمجرات - وفى عقلك تنحصر هندسة الكون الى شيفرة جبرية ومعادلات ورموز وارقام - وهى ارقام تثبت لنا كل مناسبة انها ارقام صحيحة
ما يتخيلة الحاسبون على الارض من معادلات تثبتة سفن الفضاء والصواريخ والاقمار وتبرهن على صحتة المراصد واجهزة الرادار -
ان ذالك الواحد هو انت -- هو فعلا مشتمل على هندسة الكون وسرة ومفاتيحة ومغاليقة فى داخلة انت الواحد والمحدود تحتوى على نموذج مصغر للانهاية فى داخلك --
وكل ما فى الوجود من ظواهر ونبات وجماد وحيوان وانسان هى فى الحقيقة اجزاء الواحد الصحيح والشر والخير هما كالظل والنور فى لوحة واحدة كل منهما مكمل للاخر وضرورى لوحدة اللوحة كل منا لحن وجملة موسيقية فى سيمفونية واحدة متكاملة
الالم هو احساس الانفعال
العذاب هو احساس الانفعال
انت تتالم حينما تنفصل فى انانية عن الكل وتنسى انك حرف وسطر فى اية الوجود الكبرى اما اذا توجهت الى الوجود فى شعور حميم بالنسب والقرابة فانك ستشعر انك تستطيع ان تؤاخى الاسد وتصاحبة - ضباع الغاب - وتروض الثعابين والافاعى فتلهو معها وكانها عائلتك - وذالك ان
الوجود كلة ما هو الا الوجوه المختلفة للواحد الصحيح --
كلنا اقربون
انت القاتل والقتيل
انت الذئب والفريسة
انت الطاعن والطعين
وما فواصل الزمان والمكان الا وهم الاوهام -
وعليك بعين وجدانك ان تخترق هذة الفواصل الوهمية لتكشف الاخوة والنسب والقرابة بينك وبين كل شىء -- ولتكشف ان حياتك الحقيقية هى فى فنائك فى هذا الكل الذى تعيش فية -- لانك بهذا تسترد وحدتك وحقيقتك -
انت احد احاد الاحد الاكبر - وما تعلن من حروب هى حروب تعلنها على نفسك - وما تقتل حين تقتل الا نفسك -
وما الحب الذى يالف البشر والقبائل والمجتمعات والدول الا محاولة للعودة بها الى الوحدة -
وما الجاذبية بين النجوم التى تؤلف المجرات والكواكب الا عودة بالكل الى نظام الواحد -- وفى النهاية الموت الذى يعيدنا ترابا الى امنا الارض ليتغذى علينا النبات كما كنا نتغذى علية وليصبح الاكل منا ماكولا -- تذكرة لنا بالحقيقة --
والنار التى تاكلنا جميعا وتحيلنا الى فحم - الاشجار فحم - والثعابين فحم -- والقردة فحم -- والادميون فحم -- وكل الحياة فحم -- اشارة الى اصلنا الواحد -- فما الحياة سوى تصانيف من مادة واحدة هى الكربون --
كل تغيير يعود بصورنا المتعددة الى الواحد الصحيح -- هذة الظواهر المتباينة المختلفة تعود فى النهاية الى وحدة بسيطة --
وكما قلنا قبلا ان الكائن الحى مئات الانواع من الانسجة - جلد واظافر وشعر واسنان وعضلات
ومخ - وكبد ودم والياف وكلها تحولات خلية واحدة بسيطة هى خلية جنين --
ومن الارض وفى حقل واحد يعطى الطين الواحد الف صنف وصنف من الفاكهة والخضروات والزهور والطحالب والبيكتيريا --
من الواحد يخرج الكل
والى الواحد يعود الكل --
وكما تبدا بعود كبريت الى جوار عود كبريت الى جوار عود كبريت فتصنع مثلثا ومربعا ومستطيلا ومسدسا ثم هرما ثم مكعبا ثم اشكال مختلفة من المعمار -- كذالك الوجود المعقد من حولك يرتد الى وحدة بسيطة هى الذرة فى تواليف وتركيبات لااخر لها وانتجت ما ترى من ظواهر مختلفة متباينة تتناقض وتتحارب وتاكل بعضها وتقتل بعضها وهى فى النهاية من اب واحد -
واحد صحيح --
الحياة والممات -- والسوائل والجمادات والغازات -- والاشعاعات - مصنفات شىء واحد -- الفرق بينهما فرق نسب وعلاقات وكيفيات
ذرتان من الاكسجين تعطيانك ذالك الغاز النظيف الذى تتنفسة -
وثلاث ذرات من الاكسجين تعطيك سما زعاقا قاتلا اسمة الاوزون
بل ان نفس الذرتين اذا بتشكيل وكيفية مختلفة تعطيك مادة مختلفة
الاختلاف فى الماهية يرتد فى النهاية الى خلاف فى التشكيل والكيف والكم -- فى النسب والارقام - والعلاقات -
الفرق بين السكر والنشاء هو فرق فى ترتيب وعدد الذرات الداخلية فى تركيب الاثنين ولكن الاثنين من مادة عضوية واحدة هى الكربوهيدرات -
والفرق بين سم الثعبان وبين طبق شهى من البيض المقلى فرق شكلى فى معمار الذرات ولكن الاثنين كلاهما مادة واحدة هى البروتين -
والكون شىء واحد يعاد صبة وسكبة فى قوالب واشكال وتراكيب لاحصر لها --
والاصل واحد صحيح --
ان الفرق بين شكسبير والبواب الذى يقف باب عمارتة والكلب الذى يهز ذيلة والقملة التى تمرح فى راسة -- هو الفرق فى النسق والترتيب والكيفية التى تصنف فية الاحماض الامينية فى الجينات الوراثية --
انة فرق فى مادة واحدة اسمها د- ن- ا ( حامض ديزوكسى ريبوكلييك ) تتالف من واحد وعشرين حمضا امينيا يمكن ان تصطف بطريقة او باخرى كما تصطف الحروف فتؤدى الى مخلوقات مختلفة كما تؤدى الحروف الى كلمات مختلفة وعبارات متباينة --
انة فرق شكلى كيفى -- وفرق فى النسق وفى الصياغة لمادة واحدة -- اننا امام خالق مبدع ابدع
تصميمات ارواحنا صيغت على وفاتها مواد اولية واحدة الى مالانهاية من الفرديات -
وكما ان 26 حرفا ابجديا امكن ان يؤلف منها ملء مكتبات الارض من الغات والعلوم والمعارف
والفنون والحضارات بمجرد تبادل وتوافيق بين الحروف -- كذالك صانع الحياة امكنة بالتبادل والتوافيق بين الاحماض والتوليف بينها فى تصميمات مبتكرة ان يصنع من المادة الواحدة التى اسمها - د- ن ا - كل ما يدب على الارض من فضائل وانواع واجناس وافراد من شكسبير الى الميكروب بكافة صنوف الحيوان والنبات التى تاكل بعضها وهى فى الاصل واحد --
وعلماء الطبيعة يقولون لنا ان الفرق بين ما نرى من الوان حمراء وخضراء وصفراء وزرقاء
هو فرق اطوال موجات الضوء -- مجرد فرق رقمى
والفرق بين اشعة الضوء واشعة اكس واشعة جاما القاتلة وامواج اللاسلكى التى نسمع بها الراديو هو ايضا فرق فى اطوال الموجة -
اشعة الضوء تقدر اطوالها بالميكرون واجزاء الميكرون -
وامواج الرادار بالملميتر -
اما الظاهرة نفسها فهى ظاهرة واحدة اسمها الامواج الكهرطيسية
والنتيجة مريحة جدا وسارة - ومثيرة للتفكير والدهشة بقدر ما هى سارة -- فالفرق بينى وبينك وبين الحمار وبين قالب الطوب هو فى النهاية فرق حسابى فى الكم وفرق فى نوعية الترتيب
فرق يمكن ان يعبر عنه بالارقام ما دامت مادة الوجود ( حيا ميتا ) يمكن ان ترتد ببساطة شديدة الى اصل واحد ولنسمة (س) - فيكون الحمار هو الجذر التربيعى ل 343 س وتكون انت لوغرتم
س-ص- 91 واكون انا س ص ع 3 -- حيث تكون ص ع رموز للعوامل المجهولة التى تتقابل عندنا الروح والعقل والضمير -
العالم كلة نشكيل من مادة واحدة -
وما نرى حولنا من انماط فن تشكيلى -- وحاصل ضرب وطرح وجمع وقسمة شىء واحد --
وبقدر ما يمكن ان ينقسم الواحد -- وبقدر ما يمكن ان تنضاف الاجزاء لتؤلف فيها فيما بينها مجاميع وكسور وجذور ولوغرتمات -- وبقدر ما يمكن ان يدلك علم حساب المثلثات وحساب التفاضل والتكامل على الاحتمالات اللانهائية التى يمكن ان تنتج عن هذة العمليات الرياضية
تكون صورة الكون الذى نراة امامنا وتكون حقيقتة
مجرد كميات وكيفيات ومقادير وحدود رياضية واطوال يقسمها الزمان والمكان الى الصور التى تراها وانت تضحك الان وتتسائل -- كيف يمكن اختزال العالم بكل مباهجة والوانة النابضة الى مجرد شفرة رياضية -- ومع ذالك انت تسمع كل يوم الى الموسيقى وتطرب وتهتز وتنتشى -
مع ان هذة الموسيقى ليست فى الحقبقة الى سباقا من الارقام -- مجرد تتابع من الذبذبات بتفاوت ارتفاعا وانخفاضا وشدة وضعف وهى بحساب الموجات الصوتية التى تطرق طبلة الاذن مجرد اهتزازات تتفاوت فى المقدار -- فى النهاية ارقام - وكيفيات -- المعمار الموسيقى هو معمار هندسى رياضى فى المقام الاول - انة رسم فى الفراغ --
كل مقطوعة موسيقية معادلة رياضية لها قوانينها
ومع ذالك فانت تنفعل بالغروب كصورة جمالية مع انة معادلة رياضية من الاطوال الموجية --
وبالمثل يمكن ان يكون المار هو واقع الامر (( الجذر التربيعى ل 343 س )) مع انك ترى شيا
مختلفا -- مخلوق لة راس واذنان طويلتان وذيل - فهكذا تترجم لك الصورة حواسك بلغتها الخاصة ما ترى من معادلات رياضية وارقام مجردة -
وجهاز الارسال التلفزيونى حينما يرسل صورتك عبر الاثير انما يرسلها على هيئة امواج يلتقطها الاريل لينقلها الى جهاز الاستقبال على هيئة نبض كهربائى يتفاوت شدة وضعف -- مقادير من الطاقة هى فى نهاية الامر المعادلة الرياضية لصورتك
وما يفعلة جهاز الاستقبال هو نفس ما تفعلة الحواس حينما ترى منظر الغروب هو ان يترجم هذة المقادير من النبضات الكهربائية يترجم هذة المعادلة الرياضية الى مقابلها من الظل والنور على شاشة جهاز الاستقبال فتعود صورتك الى الظهور بالشكل الذى عرفتها بة -
ولكن قطعا كان لها شكل اخر وهى على الاثير -- كانت حينئذ امواجا -- كانت معادلة مجردة من الحدود الرياضية والمقادير والكيفيات -
فالعالم اذن لة صورتان ( وفى الحقيقة صور عديدة بقدر ما تتفاوت وسائل الحس )-
صورة هى التى نراه بها
وصورة تقول بها الكيميا التحليلية والطبيعية والتشريح وهى ارقام ومقادير وكيفيات وعلاقات ترشدنا اليها ادواتنا ومقاييسنا -
وصورة مجردة هى النسق الاصلى وهى اشبة برسم فراغى او مثالى هو الذى خلقة الخالق ابتداء وهى الروح --
لكل مخلوق روح هى المثال والنسق الاصلى الذى صيغ علية -
وهو تقريب وتبسيط فية كل اخطاء التبسيط والتقريب -- لانة يحاول ان يتلمس ويشخص ويجسد
مالا يمكن تجسيدة بالكلام -- فحينما يصل الفكر الى منطقة الروح فانة يصاب دائما بالصم والخرس فلا يجد اللغة التى يستطيع ان يشرح بها احساسة
ان تفرد وحدة النسيج بين الموجودات حقيقة مطلقة -
ولكنها وحدة لاتنفى تفرد هذة المخلوقات وانفراد كل منها بشخصية وخصائصة -
بل ان هذا التفرد فى الانسان يبدو تفردا مطلقا ليس فقط فى النمط السلوكى والشخصية والنفس وانما حتى فى التشكيل البنائى المادى -- فترى كل انسان قد انفرد ببصمة اصبع خاصة بة لاتشبة بصمة انسان اخر ولا يتشابة اثنان فى هذة البصمة حتى وان كانا توائم
ومنذ بدىء الخليقة وكل واحد من ملايين الملايين من الادميين لة بصماتة الخاصة بة
هذا الانفراد المطلق فى الجسم والنفس لكل انسان ولكل مخلوق هو حقيقة اخرى تنضاف الى الوحدة المطلقة التى صدر عنها الكل
ان تفردنا حقيقة مطلقة -
كما ان صدورنا من اصل مشترك حقيقة ثانية
اننا نخرج من الواحد - ولكننا نعود فيتوحد كل منا ليصبح (( نسيج وحدة )) لا يتكرر ولا يشبهة شبية بل ان قصة الحياة هى فى ملخصها خروج هذة الشخصية الفردانية المتمايزة
من عماء مادة متجانسة كالطين والماء -
واكتشافنا للواحد الصحيح خلف تصانيف الحياة يجب الا يحجب عنا هذة الفردانية والتفرد ولا ان يخفى عنا اصالتنا كافراد -